-->

هل سألتِ نفسك يومًا هذا السُؤال :

لماذا في التشّهد دائمًا نذكر النبي إبراهيم -عليه السّلام- من بين الأنبياء ؟ 

إذا كان جوابك : لأنه أحد أولي العزم الخمسة 
سأُعيد السُؤال : أُولو العزم ٥ ، لِمَ اختصّ الله إبراهيم ؟ 

لماذا لا نذكر عيسى ونوح وموسى أيضًا ؟ 
مع أنّهم من أولي العزم ؟ 

٥ صلوات في اليُوم ، ونذكر اسمه في كلّ صلاة. 
و أيضًا في أذكار الصباح و المساء ، نُصلّي على النبي عشرًا .. 
و أفضل صيغة للصلاة على النبي هي : الصلاة الإبراهيميّة 
أي : التي نذكر فيها اسم نبيّنا إبراهيم عليه السّلام 

هل سألتِ يومًا نفسك لِماذا ؟ 

ستجد الإجابة في القُرآن ، واضِحة ..
واضِحة جدًا ، لمِن "يتدبّر" 

في سُورة الشُعراء ذكر الله الأدعية التي دعا بِها النبي إبراهيم - عليه السّلام -  من ضمن الدُعاء : 

"واجعل لي لسانَ صدقٍ في الأخرِين" 

"وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الآخِرِينَ * سَلامٌ عَلَى إِبْرَاهِيمَ * كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ"


ما نفعلُه اليُوم من ذكر لإبراهيم - عليه السّلام - ؛ هو استِجابة الله لدعوة نبيّه :





الجواب

الحمد لله .. سيدنا إبراهيم عليه الصلاة والسلام اختصه الله عز وجل بالفضائل العظيمة ، والمكارم الجليلة ، فكان الإمام ، والأمة ، والحنيف ، القانت لله عز وجل ، الذي ينتسب إليه جميع الأنبياء بعده ، ويؤمن به جميع أتباع الشرائع (المسلمون والنصارى واليهود) .
وإبراهيم عليه السلام هو أفضل الأنبياء والرسل بعد نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ، ولهذا أخبرنا الله تعالى أنه اتخذه خليلا(وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا) النساء/125 .
وجميع الأنبياء الذين جاءوا من بعده هم من نسله من طريق إسحق ويعقوب
إلا محمداً صلى الله عليه وسلم ، فهو من ولد إسماعيل بن إبراهيم .
فنبينا صلى الله عليه وسلم أخص بإبراهيم من غيره ، فإبراهيم عليه السلام هو أبو العرب ، وهو أبو النبي صلى الله عليه وسلم من جهة النسب .
وإبراهيم هو الذي أمر النبي صلى الله عليه وسلم باتباع ملته (ثُمَّ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ أَنْ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا) النحل/123 ، ولهذا كان نبينا صلى الله عليه وسلم ـ ونحن تبع له ـ أولى الناس بإبراهيم عليه السلام .
كما قال عز وجل : (إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهَذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ
آمَنُوا) آل عمران/68 ، وقال رداً على اليهود والنصارى : (مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيّاً
وَلا نَصْرَانِيّاً وَلَكِنْ كَانَ حَنِيفاً مُسْلِماً وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ) آل عمران/67 . 

وسئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله : لماذا خُص إبراهيم عليه السلام بدعوة التوحيد ، مع أن جميع الأنبياء دعوا إلى التوحيد ؟
فأجاب :
"كل الأنبياء جاءوا بالتوحيد ، قال تعالى : (وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ) الأنبياء/25، لكن إبراهيم أبو العرب ، وأبو الإسرائيليين ، وهو يدعو إلى التوحيد الخالص ، واليهود والنصارى ادعوا أنهم أتباعه ، والمسلمون هم أتباعه ، فكان هو عليه الصلاة والسلام قد خُصَّ بأنه أبو الأنبياء ، وأنه صاحب الحنيفية ، وأمرنا باتباعه ؛ لأننا نحن أولى بإبراهيم ، كما قال عز وجل : (إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهَذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آمَنُوا) آل عمران/68 ، وقال رداً على اليهود والنصارى : (مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيّاً وَلا نَصْرَانِيّاً وَلَكِنْ كَانَ حَنِيفاً مُسْلِماً وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ) آل عمران/67" انتهى .

المصدر :"لقاء الباب المفتوح" (189/السؤال رقم 7)
فى : التعليقات 0

ليست هناك تعليقات على : هل تعلم لماذا في التشّهد دائمًا نذكر النبي إبراهيم -عليه السّلام- من بين الأنبياء ؟

أضف تعليق: تذكر قوله تعالى: (( مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ))